الجمعة، 15 مايو 2020

مفهوم المنهج

المنهجيعرف المنهج بأنه "طائفة من القواعد العامة المصوغة من اجل الوصول إلى الحقيقة في العلم"، ويعرف أيضا بأنـــه:" فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من اجل الكشف عن الحقيقة، حين نكـــــون بها جاهلين؛ أو من أجل البرهنة عليها للآخرين، حين نكون بهاعارفيــــــــــــــن". " أو هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلـــوم بواسطة طائفة من القواعد العـــــــامة التي تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلــــــــــومة"


مفهوم المنهج لغة واصطلاحا "

 النَّهْج " بفتح فسكون (:الطَّريقُ الواضِحُ) البَيِّنُ . وهو النَّهَج محرَّكةً أَيضاً. والجمع نَهْجات، ونُهُج، ونهوج.

وطرق نهجة: واضحة (كالمنهج) بالفتح، (والمنهاج) بالكسر. وفي التنـزيل: لِكُلّٖ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةٗ وَمِنْهَاجاٗۖ ﱠ[1]. المنهاج: الطريق الواضح.

نَهَجْت أَنْهِجَ نَهْجاً، ونَهِجَ الرَّجلُ نَهَجاً، وأَنْهَجَ يُنْهِج إِنْهَاجاً.

(وأَنْهَجَ) الأَمْرُ والطَّريقُ (وَضَحَ). و أَنْهَجَ: (أَوْضَحَ) 

(ونَهَجَ) الأَمْرُ (كمَنَع: وَضَحَ، وأَوْضَحَ) ، يُقَال: اعْمَلْ على مَا نَهَجْتُه لَك. نَهَج وأَنْهَجَ لُغتانِ. (و) نَهَجَ (الطَّريقَ: سَلَكَه).

(واسْتَنْهَجَ الطَّريقُ: صارَ نَهْجاً) وَاضحاً بَيِّناً (كأَنْهَجَ) الطَّريقُ: إِذا وَضَحَ واسْتبانَ.

(وفلانٌ) استَنْهَجَ (طَريقَ فُلانٍ) : إِذا (سَلَك مَسْلَكَه)[2] ...

والمنهاج : الطريق الواضح . واستنهج الطريق : صار نهجا . وفي حديث العباس : لم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ترككم على طريق ناهجة ، أي واضحة بينة . ونهجت الطريق : أبنته وأوضحته.

والنهيج : الربو وتواتر النفس من شدة الحركة ، وأفعل متعد . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : فضربه حتى أنهج ، أي وقع عليه الربو ، يعني عمر . وفي حديث عائشة : فقادني وإني لأنهج . وفي الحديث : أنه رأى رجلا ينهج ، أي يربو من السمن ويلهث[3].

                وفي حديث قدوم المستضعفين بمكة  فنهج بين يدي رسول الله حتى قضى النهج بالتحريك والنهيج : الربو وتواتر النفس من شدة الحركة أو فعل متعب . وقد نهج بالكسر ينهج ، وأنهجه غيره ، وأنهجت الدابة ، إذا سرت عليها حتى انبهرت[4] . 

وفي مختار الصحاح، ن هـ ج : النَّهْجُ بوزن الفَلْس و المَنْهَجُ بوزن المذهب و المِنْهاجُ الطريق الواضح ونَهَجَ الطريق أَبانه وأَوضحه و نَهَجَهُ أيضا سلكه، وبابهما قطع.[5]

يعرف المنهج بأنه "طائفة من القواعد العامة المصوغة من اجل الوصول إلى الحقيقة في العلم"[6]، ويعرف أيضا بأنه:" فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من اجل الكشف عن الحقيقة، حين نكون بها جاهلين؛ أو من أجل البرهنة عليها للآخرين، حين نكون بها عارفين"[7].

واختار الدكتور بدوي بعد سرد مجموعة من التعريفات تعريف المنهج بأنه" الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة"[8].

ولا يكاد يخرج المفهوم العلمي الاصطلاحي لكلمة المنهج عن الاستعمال اللغوي، حيث تتمحور لفظة المنهج حول معاني التنظيم والترتيب والتخطيط وترسيم القواعد وبيان المسالك وتوضيحها، ولما كان باب نهج وسلك هو القطع، فهذا يعني أن الاعتماد على المنهج يقطع مع العشوائية والارتجال والفوضى في الفكر والعلم.

وتتميز المناهج بأنها "وصف لأعمال العلماء المتقدمين وطرائق بحوثهم وأساليبهم ومصطلحاتهم"[9]، كما تتميز بارتباطها "بالمنطق وطرق الاستدلال والاستنتاج"[10].

والمنهج  في مفهومه الإيجابي المحايد يعني: ترتيب معين للعمليات العقلية التي نقوم بها بصدد الكشف عن نتيجة معينة، او حقيقة معينة والبرهنة عليها[11]


الفرق بين المنهج والمنهجية:

يلخص المختصون في علم المناهج الفرق بين المنهج والمنهجية، بالنظر إلى عدة أوجه:

- ان المناهج لها تعلق بطرائق البحث وأساليب العلماء ومصطلحاتهم، اما المنهجية فينظر إليها باعتبارها معايير وتقنيات ووسائل يتعين اتباعها قبل البحث وفي أثناءه، ويجب التزامها توفيرا للجهد، وربحا للوقت.

-  تختلف مناهج الدراسة من علم لآخر، فلكل علم مناهجه وادبياته، اما المنهجية فواحدة عموما.

- ترتبط المناهج بالمنطق وطرق الاستدلال، والاستنتاج، ولذلك فهي تتميز بالقابلية للتطور والتعديل، اما المنهجية، فأضحت، عموما، جملة قواعد عامة[12].


 

المصادر والمراجع المعتمدة:

[1] - سورة المائدة، الآية 50.


[2] - تاج العروس، 6/251-252.  


[3] - لسان العرب، 14/365 وما بعدها.


[4] - لسان العرب، 14/365 وما بعدها، النهاية في غريب الحديث والأثر، حرف النون، باب النون مع الهاء، 5/134.


[5] - مختار الصحاح، باب نهج، 1/320.


[6] - مناهج البحث العلمي، الدكتور عبد الرحمن بدوي، ص3


[7] - مناهج البحث العلمي، الدكتور عبد الرحمن بدوي، ص4


[8] -نفسه، ص5


[9] - منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية، الدكتور عبد الله عبود العسكري، ص11


[10] - منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية، ص11.


[11] - المنهجية والمذهبية دراسة في المفهوم، مقال لجميلة تلوت، مجلة: دفاتر البحث العلمي، مختبر الدراسات والأبحاث الدينية في الغرب الإسلامي، ص312-313.


[12] -نفسه ، ص325-326 بتصرف.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونة مقاصد
تصميم : معاد برادة